ومن المتوقع ان يتضمن البيان الختامي للقمة اعادة الموال المعروف للمجلس حول الجزر الايرانية الثلاث تنب الكبرى وتنب الصغرى وابوموسى.
وعشية انعقاد هذه القمة اقترح الامين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي عبد الرحمن العطية ضروره ابرام اتفاق بين دول مجلس التعاون والجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق واليمن لكي تكون هذه المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل , زاعما ان السباق التسليحي يهدد امن الخليج الفارسي.
كما ابدي هذا المسؤول العربي الشكوك حول الطابع السلمي للنشاطات النووية الايرانية , وطلب من ايران وقف جميع انشطتها النووية السلمية!.
ان التصريحات غير المسؤولة لامين مجلس تعاون دول الخليج الفارسي تبين ان عبد الرحمن العطية وامثاله في عصر ثورة المعلومات والتكنولوجيا مازالوا يعيشون في عصر الجاهلية وبحاجة الى تعلم ابجديه ومبادئ السياسة وكيفيه التحدث بلغه حضاريه.
ان هذه التصريحات تطلق في وقت لن ينسى الشعب الايراني مطلقا انه كان للدول الصغيرة في منطقة الخليج الفارسي دور هام في تحريض صدام على شن عدوانه على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
فقد وضعت هذه الدول مئات المليارات من الدولارات النفطية تحت تصرف النظام البعثي العراقي المقبور طوال ثمان سنوات من حرب صدام على ايران , وادى هذا الامر للاسف الى استمرار امد الحرب واستنزاف الامكانيات الاقتصادية والبشرية للبلدين الجارين ايران والعراق.
وفي حين يعبر الامين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي عن قلقه ازاء النشاط النووي الايراني السلمي فانه لم يتخذ مطلقا اي موقف تجاه وجود ترسانة نووية مدمرة لدى الكيان الصهيوني.
فاسرائيل التي تمتلك اكثر من 400 راس نووي وتهدد جميع الدول الاسلامية من اندونيسيا الى المغرب والجزائر , تعد اكبر خطر يهدد المنطقة والعالم الاسلامي.
وكان مؤملا من امين عام مجلس تعاون دول الخليج الفارسي ان يعرب عن مخاوفه ازاء وجود 9 محطات نووية عسكرية في اسرائيل تعمل على تصنيع قنابل هيدروجينية قبل ان يتحدث عن قضية النشاطات النووية السلمية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
ومن جهة اخرى فان ما يقلق العالم حاليا بعد البرنامج النووي الصهيوني هي الممارسات الارهابية لبعض الدول العربية وللاسف فان مصدرها هو بعض الدول العربية في الخليج الفارسي , حيث تحولت هذه الممارسات الارهابية الى ورم سرطاني آخذ في الانتشار بسبب التركيبة القبلية غير المتحضره وانعدام الديمقراطية في هذه الدول.
ان ما يحتاجه مجلس تعاون دول الخليج الفارسي في الوقت الحاضر هو اعادة النظر في هيكليتها السياسية والاجتماعية لانه بدون وجود مجتمع ديمقراطي تتوفر فيه الحريات الفردية والاجتماعية , لايمكن تحقيق الامن الدائم والمنشود.
ان مجلس تعاون دول الخليج الفارسي الذي مضى على تاسيسه ستة وعشرون عاما من اجل ما زعم بالتصدي لخطر الثورة الاسلامية , يجب عليه ان يغير خطابه السياسي ويعتمد رؤية جديدة لحل مشكلات المنطقة بشكل جذري.
ومن الطبيعي فان حل هذه المشكلات بدون مشاركة وتعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق باعتبارهما بلدان هامان في المنطقة يعتبر امر مستحيل , ولايمكن توقع اقامة تفاهم وتنسيق بين دول ضفتي الخليج الفارسي من خلال الشعارات الجوفاء.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مدت يد الصداقة خلال السنوات السبع والعشرين الماضية الى الدول الصغيرة في الخليج الفارسي واعلنت بحسن نية استعدادها للتعاون الشامل ولكن وجود النظام البعثي العراقي وخوف الدول العربية في الخليج الفارسي من صدام حال دون اقامة هذا التعاون.
وفي الوقت الحاضر وبعد سقوط النظام البعثي الدكتاتوري في العراق , ينبغي على دول الخليج الفارسي ان تتعاون مع الجمهورية الاسلامية برحابة صدر في ضوء التغييرات الناجمة عن احداث 11 سبتمبر والتي ادت الى سوء ظن امريكا والغرب تجاه العرب , لان التجارب السابقة اثبتت ان المظلة الامنية الامريكية ليست دائمة ولايمكن الثقة بامريكا والغرب وعلي الدول العربيه ان تعتمد علي الذات ولا تنخدع الي سياسات اميركا المضلله ./انتهى/
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
افتتحت اليوم في ابوظبي القمة السنوية السادسة والعشرين لدول مجلس تعاون الخليج الفارسي والذي سيناقش قضايا لبنان وسوريا والعراق والارهاب وآفاق التعاون المستقبلي بين الدول الاعضاء.
رمز الخبر 267249
تعليقك